مدريد يتغلب على اشبيله بثلاثة
خطف ريال مدريد أغلى ثلاث نقاط في مسيرته نحو إعادة لقب اللا لليجا لخزائنه في السنتياجو برنابيو بفوزه 2/3 على ضيفه إشبيلية الأندلسي في مباراة كان يستحق فيها ملوك مدريد تحقيق الفوز الكاسح على الأقل بـ5 أهداف لهدفين، ليستغلوا سقوط برشلونة في فخ التعادل مع ألميريا 2/2 على أكمل وجه، ليتعادلوا في عدد النقاط مع برشلونة في صدارة الدوري برصيد 62 نقطة ولكن فارق المواجهات المباشرة لصالح البرسا لهذا يتصدر البطولة حيث فاز على الريال في النصف الأول من الموسم بهدف إبراهيموفيتش..
تقرير المباراة :
وتأخر فوز ريال مدريد إلى الدقيقة الأخيرة من المباراة بعد أن رد القائم والعارضة هدفين مُحققين لهيجوين بعد إدراك سيرجيو راموس هدف التعديل في الدقيقة 64، واهدر نجوم الفريق الملكي فرصاً لا تعد ولا تحصى على شوطي المباراة، حيث لعب إشبيلية بطريقة دفاعية بحته معتمداً على الهجمات المضادة والركلات الثابته، لكن المدير الفني للريال "بللجريني" كانت له بصمة واضحة بتغييراته التكتيكية أثناء سير اللقاء بنزول جوتي وفاندر فارت اللذين قلبا الملعب رأساً على عقب وجعلوا سيطرة الريال بحته من اليمين إلى اليسار.
واستطاع إشبيلية التقدم بهدفين بأخطاء ساذجـة من لاعب وسط الريال "تشابي ألونسو" حيث أحرز النجم الباسكي الهدف الأول بطريق الخطأ في مرماه بداية اللقاء، ومع إنطلاق الشوط الثاني ترك كرة ضعيفة للغاية جاءت من المدافع "دراجاتوفيتش" تعبر من فوق رأسه ليتفاجأ بها كاسياس وتسكن شباكه لتعلن عن تقدم إشبيلية بهدفين دون رد في الدقيقة 52.
رد ريال مدريد بهدف تقليص الفارق في الدقيقة 60 بواسطة البرتغالي "كريستيانو رونالدو" حين تلقى عرضية من مارسيلهو داخل منطقة الجزاء تعذر على الدفاع الأندلسي التعامل معها بإحترافية ليستغل كريس الموقف ويضع الكرة في الشباك صاروخية، وبعدها يأتي هدف التعديل من سيرجيو راموس في الدقيقة 64 برأسية إثر ركلة ركنية مررت له من فاندر فارت أحد مفاتيح اللعب التي قبلت المباراة لمصلحة الريال.
وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة جاء فاندر فارت ليُحرز هدف الفوز بنفسه بمتابعة لرأسية هيجوين في وقت قاتل، ليرفع رصيد فريقه لـ62 نقطة في صدارة جدول الترتيب رفقة برشلونة لتشتعل البطولة بين الفريقين أكثر وأكثر.
بالوب نجماً للشوط الأول
قدم الحارس الإسباني "أندرياس بالوب" واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم بتصدياته لكل محاولات نجوم ريال مدريد، فلم يتحمل نتيجة أي هدف من الثلاثة أهداف التي سجلها ريال مدريد.
بدأ إشبيلية الشوط الأول بسرعة قياسية بفضل الجناحين الطائرين "نافاس وكابل" واستطاع الأخير صناعة هدف التقدم عندما مرر عرضية قوية بيسراه داخل منطقة الجزاء "لنيجريدو" في الدقيقة 10 لكن لاعب الوسط العائد للتغطية الدفاعية "تشابي ألونسو" لم يُقدر الكرة بالشكل الصحيح ليضع الكرة في مرماه بغرابة.
بعد هذا الهدف تسيد ريال مدريد المباراة بالطول والعرض، ونظراً لإندفاع رونالدو وكاكا وهيجوين وبقية زملائهم ظهر على الشكل العام لطريقة لعبهم بعض الأخطاء التكتيكية وسوء التمرير والتحرك الطولي والعرضي خاصةً من كريستيانو رونالدو الذي ترك الجهة اليمنى من دون مساندة وركز على التواجد طوال الوقت في جهة اليسار مع مارسيليهو وأربيلوا وكاكا.
وبدأ ريال مدريد هجماته الخطيرة في الدقيقة 22 عندما تغاضى الحكم "جونزاليس" عن إحتساب ركلة حرة مباشرة لكاكا من على حدود منطقة الجزاء لتدخل "فازيو" بطريقة خشنة ومبالغ فيها على قدم النجم البرازيلي، واشار الحكم بضرورة استمرارية اللعب لتذهب الكرة لتشابي ألونسو الذي سدد كرة سريعة لكن بالوب التقط الكرة حيث كان يقف في المكان الصحيح.
وتكررت نفس الحالة في الدقيقة 24 مع هيجوين لكن هذه المرة الحكم اشار لإحتساب ركلة حرة مباشرة من على بُعد 20 متر تقريباً، انبرى لها كريستيانو رونالدو الذي موه بجسده ثم مرر عرضية جميلة على رأس كاكا ذهبت جوار القائم الأيسر بعيدة عن الهدف، وحاول إشبيلية تهدئة الأوضاع قليلاً بتمرير الكرة على الأرض ولكنه لم يواصل الصمود، فقد بدأ سيرجيو راموس عمله تمريرة طويلة داخل صندوق العمليات ذهب لهيجوين الذي اراد التعامل معها بطريقة "زيدان -ليفركوزن-" لكنه لم ينجح لضعف قوة التسديد والتوجيه، وبعدها بدقيقتين مرر راموس عرضية على طبق من ذهب داخل منطقة الستة ياردات لكاكا لكن النجم البرازيلي إنزلق وفقد توازنه لتضيع الفرصة بغرابة شديدة.
وفي الدقيقة 39 مَر كريستيانو رونالدو برشاقة من فازيو ثم اطلق تسديدة قوية بيسراه احتضنها بالوب بكل سهولة، وتصدى بالوب من جديد لكريستيانو رونالدو في الدقيقة 42 عندما عاد رونالدو ليُسدد لكن من جهة اليمين بقدمه اليمنى في الزاوية الضيقة، حيث أغلق الحارس المُخضرم قدمه ليتصدى للكرة بفخذيه بطريقة مُبتكرة لبتعد الخطر عن مرماه، وينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة المُحبطة لعشاق الميرينجي.
..وبعد بالوب؟؟ القائم والعارضة
تخلص ريال مدريد من بالوب بتركيز أكبر أثناء التسديد نحو المرمى، ولكن لسوء طالعه في كل مرة كان يمنعه مانع من الإجهاز على إشبيلية، والأدهى أن الفريق الأندلسي تقدم بالهدف الثاني في الدقيقة 53 إثر تسديدة ضعيفة للغاية من ركلة حرة مباشرة نفذها المدافع الصربي "دراجانوفتش".
وتفاجأ كاسياس بالكرة حيث أعتقد أن تشابي ألونسو سيبعدها برأسه إلا أن لاعب ليفربول السابق ترك الكرة تمر لتسكن شباك فريقه، ولامـه كاسياس كثيراً على هذا الهدف بل وحمله مسئوليـته!!.
صَدم هذا الهدف المُباغت نجوم ريال مدريد فتأخروا عن تهديد مرمى الأندلسيين للدقيقة 57 عندما سدد كاكا من جهة اليسار كرة ضعيفة جداً.
وبعدها بثلاث دقائق فقط عاد الملوك للعبة من جديد بفضل تعليمات المدير الفني "بللجريني" لكريستيانو رونالدو بأهمية بقائه على جهة اليمين لمساندة سيرجيو راموس على الدوام، إضافة لإندماج بديليه "جوتي وفاندر فارت" في اللعبة سريعاً.
فتسبب ذلك في إحراز رونالدو هدف تقليص الفارق عندما مرر "مارسيلهو" عرضية أرضية بيسراه فشل فازيو ودراجانوفتش في التعامل معها لتذهب لرونالدو المتوغل داخل المنطقة والذي لم يتوان عن توجيهها قوية من فوق رأس بالوب.
بللجريني ينصب سيـركه بالهولندي والفنان الإسباني
مظهر منتصف ملعب إشبيلية اقترب لشكل السيرك، بتوغلات وتحركات متواصلة من لاعبي ريال مدريد من اليمين واليسار والعمق، فبعد هدف التقليص وجـه البديل "جـوتي" صاروخ لا يصد ولا يرد من على بُعد 25 متراً بيمناه لمس أحد لاعبي إشبيلية وهو في طريقه لتمزيق شباك بالوب لترتطم كرته في العارضة وتخرج لركنية في الدقيقة 63، يُنفذ الهولندي "فاندر فارت" الركنية بنجاح على رأس سيرجيو راموس الذي وضعها عكس إتجاه بالوب (وسط الزحمة).
وعاد رونالدو للظهور في اللعبة من جديد بتمريره عرضية أرضية نموذجية لراموس في الدقيقة 67 لكنها هربت من تحت قدم النجم الأندلسي بغرابة، وبعد ثلاث دقائق انطلق الأرجنتيني "هيجوين" بالكرة ثم وجه تسديدة قاتلة لبالوب في أقصى اليسار لكنها ترطم في القائم وتخرج، (وكأن القائم زحزح إلى اليمين قليلاً ليرفض كرة هيجوين الرائعة)، واطلق جونزالو هذه الكرة من على بُعد 20 متراً جهة اليسار بباطن قدمه الايمن رائعة.
وواصل سوء الحظ مطاردته لهيجوين في حضور مدرب المنتخب الأرجنتيني "ديجو مارادونا" الذي كان يُدخن السيجار في المدرجات، فقد تسلم تمريرة سحرية في العمق الدفاعي من جوتي في الدقيقة 73 ثم اعدها لنفسه وسددها صاروخية لكن العارضة تمنع ولوجها الشباك، وفي الدقيقة 78 تسرع هيجوين في تسديد الكرة وهو في مواجهة بالوب وجهاً لوجه لتذهب كرته فوق العارضة ب4 ياردات.
وقبل نهاية الوقت المُحتسب بدلاً من ضائع جاء الفرج من النجم الهولندي "فاندر فارت" عندما مررت عرضية من سيرجيو راموس داخل منطقة الجزاء على رأس هيجوين ليُخطيء المرمى وتذهب الكرة لفاندر فارت الذي تابعها في الشباك على يسار بالوب صعبة للغاية، لتعلن عن فوز الريال 2/3 وإحتلال المركز الثاني برصيد 62 - نفس رصيد برشلونة- لكن للبرسا الصدارة بفارق المواجهات المباشرة